إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
205883 مشاهدة print word pdf
line-top
الله أعطى كل مخلوق ما يحتاج إليه

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤمنون يدينون لله تعالى بالربوبية بأنه رب كل شيء ومليكه، وأنه رب الأرباب ومسبب الأسباب، ويعترفون بأن جميع الكون خلقه وملكه، وأنه لا يكون حركة ولا سكون إلا بإذنه وبأمره، وبأنه خالق كل شيء ورب كل شيء ومالك كل شيء، جميع الموجودات ملكه وتحت تصرفه وتقديره، خلق كل مخلوق وأعطى كل شيء خلقه، وأكمل الكون في كل ما تحتاج كل المخلوقات التي أوجدها متحركة أو ساكنة أكمل خلقها، فلا يحس شيء منها بنقص فيما يحتاج إليه صغيرها وكبيرها، ولذلك يقول الله تعالى: الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى أي أنه سبحانه أعطى كل مخلوق ما يحتاج إليه، وما تتم به حياته حتى لا يحس بنقص أو بخلل في أمره وفي حياته، ولذلك الإنسان مثلا لو فقد أنملة من أنامل يديه أو أنامل رجله لأحس بفقدها، وعرف مهمتها ومكانتها مع أنها أنملة أي: ثلث أو نصف أصبع من الأصابع العشرة مثلا، وكذلك إذا فقد حاسة من الحواس ظهر عليه نقص ذلك جليا.
إذا فقد الشم مثلا أو فقد الذوق ظهر عليه النقص مما يدل على أن الذي خلقه كمّل له ما يحتاجه من الأعضاء الظاهرة والباطنة، وجعل لكل منها وظيفة لا يقوم غيرها مقامها، فمن فقد قدميه وأصبح مقعدا تحسر غاية التحسر واحتاج إلى من ينقله من مكان إلى مكان، وكذلك لو فقد إحدى رجليه اختل سيره، اختل مشيه وأصبح غير مستقيم، وهكذا إذا فقد يديه تحسر بحيث لا يستطيع أن يعمل شيئا، وإذا فقد أحدهما لا شك أيضا أنه يحس بالنقص الظاهر الجلي.
وهكذا حواسه الباطنة جعل الله لكل منها وظيفة، فللكبد وظيفة، وللرئة وظيفة، وللكرش وللأمعاء وللكلية وللطحال وللقلب كلها لها وظيفتها ولها عمل. إذا فقدت اختلت حياته وظهر عليه النقص الظاهر. لا شك أن هذا دليل عظمة الخالق الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى .

line-bottom